النحل اليمني في مواجهة التغيرات المناخية

  • المؤتمر المحلي للتغير المناخي للشباب
  • 21 August 2024

 يشتهر العسل اليمني عالميًا بجودته العالية وقيمته الغذائية، ويحظى بمكانة خاصة في قلوب اليمنيين الذين يحرصون على الاحتفاظ به في منازلهم، ويرون أن له فوائد طبية وطقوس معينة عند تناوله. 

تُدرُّ تربية النحل في اليمن الدخل على حوالي 000 100 مربي وفقًا لتقرير الفاو. فهو يلعب دورًا أساسيًّا في الأمن الغذائي والتغذوي في اليمن. ألا أن النحل الذي ينتج أجود أنواع العسل بات يواجه تحديات كبيرة في اليمن بسبب الصراع المسلح المستمر منذ 10 سنوات، إلى جانب الظروف المناخية المضطربة التي يصعب التنبؤ بها.

إن النحل ليس مجرد مُنتج للعسل فقط، بل يعتبر أحد أهم الملقحات لكثير من النباتات والمحاصيل الغذائية. تذكر الأمم المتحدة أنه يوجد 20 إلى 30 ألف نوع من النحل تقريبًا حول العالم، لذلك فإن ندرة هذه الملقحات تؤثر بشكل مباشر على التنوع الغذائي، مما يجعلنا أمام ضرورة للاهتمام وحماية النحل الذي هو جزء من العمل على إنهاء الفقر في العالم.

التغيرات المناخية أبرز التحديات التي تواجه حياه النحل وإنتاجيته في اليمن، حيث أن التغير في درجات الحرارة وفترات هطول الأمطار تؤدي إلى اختلالات واضحة في توقيت إزهار النباتات التي تنتج "حبوب اللقاح" وتعدُّ المصدر الرئيسي لتغذية النحل، مما يقلل توفر غداء النحل في مواسم إنتاج العسل وبعض المحاصيل الزراعية. 

كما أن الجفاف أحد العوامل التي تسبب تدهور المراعي النحلية ونقص شديد في إزهار النباتات والحصول على حبوب اللقاح والماء. لذلك يضطر بعض مربي النحل إلى شراء حبوب اللقاح، لكن في حال لم يستطيع المربي تحمل التكاليف الباهظة يضطر البعض للتخلي عن خلايا النحل.

خلال الفترة الأخيرة ازداد منسوب الفيضانات والعواصف وغزارة الأمطار التي يعصب التنبؤ بها في اليمن، والتي تسببت في تلف الخلايا وتدمير الكثير من المراعي النحلية. 

هذه التغيرات المناخية المتطرفة كاختلاف درجات الرطوبة والحرارة؛ تسببت في انتشار الآفات والأمراض التي تصيب النحل والذي يضعف تواجدها  ويؤدي إلى نفوقها أحياناً.

أما عن آثار تراجع مراعي النحل فإن ذلك ينعكس بشكل مباشر على الأمن الغذائي في اليمن، حيث ينخفض إنتاج العديد من المحاصيل الزراعية التي تعتمد على التلقيح، إضافة إلى تدهور التنوع البيولوجي وانتشار النباتات البرية، كما أنه يسبب خسائر على صعيد الاقتصاد الوطني لأن كثير من مربي النحل يحصلون على دخل من خلال إنتاج العسل أو تلقيح النباتات وعندما تتراجع أعدادها يفقد بعض المربين عملهم.

يستمر التغير المناخي بالإضافة لعوامل أخرى كالتدهور الاقتصادي وانخفاض الأمن الغذائي في التأثير على إنتاج نحل العسل في اليمن. أن نتحرك فورًا للحفاظ على انتاجية النحل وقيمته الاقتصادية يعد أولوية قصوى لحماية هذا المورد الهام.

Related Posts :
...
المؤتمر المحلي للتغير المناخي للشباب 10 July 2025